تفاجئنا الصحف اليومية الرسمية وغير الرسمية والمواقع الالكترونية بجديد الأخبار عن افتتاح بعض المشروعات التنموية ، واعتماد بعض منها في الميزانية العامة للدولة في غير محافظة من محافظات المملكة المترامية الأطراف .
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل هذه المحافظة أو تلك المحافظات التي يعتمد لها مشاريع بين الفينة والأخرى قد سجلت بمداد من ذهب وبأحرف من نور فرضه سجلها التاريخي على الواقع شافعاً لها في نيلها أكبر جزء من ميزانية الدولة تختص به دونما غيرها من المحافظات ؟
أم أن البركة في تلك السواعد الفتية وأصحب الهمم العالية والإرادة القاهرة والرغبة الصادقة الذين تحتضنهم تلك المحافظات وتظلهم سماؤها ويطئون ترابها يحملون بين جنبات أضلاعهم ويمتلكون داخل أعماقهم حباً تغلغل في سويداء قلوبهم امتزج بهموم محافظاتهم وجرى في شرايينهم آخذين العهد على أنفسهم بالسعي الحثيث والجهد المتواصل لتلبية رغبات تلك المحافظات ومراجعة الوزارات والتردد عليها باستمرار وتطويع النفس وكسر شموخها بل إن الشموخ ? كل الشموخ - يرونه خدمة محافظاتهم وتطويرها .
- إن هذه الثقافة وأعني بها : ثقافة الانتماء للمحافظة لا يعي أبعادها الحقيقية ولا يدرك مفهومها الواسع إلا من احترقت أعصابه ، وانعصر قلبه ألماً على واقع محافظته التي يعيش بها إذا ما قارنها بغيرها من مثيلاتها .
ومحافظتنا الغالية محافظة عفيف تئن وتتألم من واقعها المرير وهي تعاني من الداء العضال والوباء المستشري في أجساد أبنائها فكل واحد منهم يلقي بمسؤولية تطوير المحافظة واستكمال مشاريعها على غيره، حجتهم في ذلك أن هناك من هو أولى مني وأجدر ، ويعنيه الأمر أكثر، متناسين بذلك مستقبل الأجيال الناشئة والشباب الواعد الذي سيلقي اللوم في يوم من الأيام إذا ما قاسى مرارة الحرمان من بعض طموحاته وآماله وشعر بالتباطؤ في مواكبة محافظته لغيرها من المحافظات على سالف آبائه وأجداده ... وليت حينها ينفع الندم .
وإذا كانت المحافظة تحتاج إلى تضحية أبنائها وبذل الغالي والنفيس فعلام يشح أهلها بجهودهم المادية والمعنوية في خدمتها ؟
ثم أين الذين يترززون أمام كاميرات التصوير ووسائل الإعلام عند زيارة الوفود للمحافظة ، ثم ما نلبث إلا قد اختفوا فجأة وأخذوا بعدم الظهور إلا في مناسبة أخرى شبيهة أو حدث مثله ؟
أم أنه مجرد سياسة تقاسم الكعكة ؟
إذا كان هؤلاء صادقين في انتمائهم لمحافظتهم فلِم لمْ نرَ تحركاً منهم لإنجاز أهم مشروع ستجني المحافظة ثماره وتؤتي أكلها- بإذن ربها - إذا ما وجد على أرضها ألا وهو التعليم العالي الذي انتظرته المحافظة طويلاً، وفي اعتقادي سيطول الانتظار ما دام الأمر على هذا الحال ؟
أم هل ننتظر ولادة فجر جديد بجيل جديد قادر على صناعة التغيير والتطوير ؟
رسالتي إلى أبناء هذه المحافظة الذين يشعرون بصدق الانتماء لها أن يتفانوا في خدمتها ويبذلوا الجهود في تطويرها ويخلصوا في إنصافها من ظلم السنين الغابرة ، فإن التقاعس والأنانية وحب الذات من معاول الهدم وأسباب التخلف إن لم تكن أخطرها ، وليت أبناؤها يعلمون .
أ/ صالح بن شمروخ المرشدي
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
15/07/2009 في 8:03 ص[3] رابط التعليق
😎 😎 يعطيك العافية على الطرح الجميل والموضع الرائع
وليس بمستغرب على ابومالك كما عرفناه
(0)
(0)
15/07/2009 في 9:39 م[3] رابط التعليق
شكرا على طرح اخي صالح ودائما رائع في مواضيعك اخوك ابن قنوع
(0)
(0)
16/07/2009 في 10:18 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ياستاذ \ صالح شمروخ وياليت يجد( قلوب) صااااااااااااغيه:cool:
(0)
(0)
17/07/2009 في 8:04 م[3] رابط التعليق
أخي العزيز أ/ صالح
صدقت فيما قلت
صراحة إنني أستغرب من المسئولين والذين نأمّل على أيديهم النهوض وتحقيق طموحات المحافظة والرقي بها كأخواتها من المحافظات
أستغرب إلى متى هذا التقاعس والإهمال وعدم المبالاة بمصالح المحافظة العامة
حيث أن الأكثر يعمل لأجل مصلحته الخاصة .
((مكانك راوح ))
هذا عنوانهم على مــــــــــر السنين
تقبل شكري واحترامي أ/ صالح
(0)
(0)
17/07/2009 في 10:52 م[3] رابط التعليق
عندما يكون الحديث من القلب لا يستقر إلا في القلوب
زميلي الغالي لقد نطقت بالحق وأرجو لعفيف نهضة شاملة كبرى وربما ينطبق عليها المثل العامي " ما أبطا بالخير إلا جوده "
تحياتي الصادقة
(0)
(0)