كعادة الوجبات السريعة المعلبة والمفتقدة للذة الطعم وفائدة المطعوم، خرجت انتقادات حادة تجاه أخضر الوطن، نالت الأخضر واليابس، وجاءت على طريقة كل يغني على ليلاه، فهناك من رأى المتخب بعيون ميوله، وآخر قادته عاطفته نحو صب جام الغضب، وثالث حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ولم يقع، وفئة بحثت عن مصالح شخصية من أجل إرضاء هذا أو ذاك، ومع ذلك كان هناك نقد متوازن حكيم وعاقل، شخص الداء، وأعطى الدواء، ووصف الأعراض كما هي من دون إرجاف أو مغالاة.
وللأمانة فقدم قدم المنتخب مستوى جيداً، حتى لو لم يرق لطموحاتنا، وكانت تنقص سيطرته المطلقة كرة، ولو من باب الحظ، تدخل شباك الحارس الكوري الشمالي، في مباراة تصنف على أنها بين راغب في البناء، وهادم لكل محاولة، وبين هذه وتلك تكمن الصعوبة.
ثم إن الحكم المطلق على مستوى الأخضر من هذه المباراة يعد مجحفا جدا فما هي الا عقد من سلسلة التصفيات الطويلة، وما تحقق من نقاط ضعيفة في البداية قادتنا إلى الملحق، بعد أن وقعنا ضحية أخطاء لجهاز فني ضعيف أولا، ثم لأخطاء تحكيمية قاتلة ثانياً، ثم لظروف إصابات وغيابات عديدة، آخرا وليس أخيرا، وهذا لا يلغي أن هناك بعض الأخطاء الإدارية سابقاً ولاحقاً، وفي مواجهة كوريا الشمالية ظهرت أخطاء أخرى من المدرب ومن بعض لاعبي الخبرة، الذين لم يظهروا بمستواهم المعروف، ولم ينجح في تلك الليلة سوى الجمهور العزيز، ولاعب أو لاعبين.
ويبقي بعد ذلك الملحق وهو نظام عالمي متبع لا ضير من الوصول إليه وقد مرت بالتجربة نفسها منتخبات عالمية يكفي أن نقول منها الأرجنتين بقيادة الأسطورة مارادونا.
[COLOR=darkblue]أوراق زرقاء متناثرة [/COLOR]
يجمع الهلاليون على أن فريقهم شبه مكتمل الصفوف، عدا خانتين إحداهما تمثل هاجسا كبيراً وقلقا مزمنا أوجده بنو هلال لأنفسهم، وهي خانة الظهير الأيمن الذي تعاني منه الكرة السعودية بشكل عام، وعموم الأندية ولا يوجد لاعب يستحق أن يبحث عنه لملء هذا الفراغ سوى الدولي حسن معاذ، في حين البقية الباقية إما مميزون هجومياً، ضعاف دفاعيا، أو العكس، وفي العكس يكون نامي الهلال.
ومن الأفضل أن تسد هذه الخانة بلاعب آسيوي يمتلك الخاصيتين، وإن وجدت معها القدرة على الاقتحام أو التسديد القوي فمرحى إذا.
إما على الصعيد الأمامي فخط الوسط يحوي أسماء جيدة، كالأجانب (ويلي، ورادوي، ونيفيز) أو محليين عزيز، وعمر، والبرقان، والغنام، وصالح، وعبدالعزيز الدوسري، والشلهوب، والفريدي، والعابد، والكلثم، والموري، والفرج.
وعلى هذا الأساس فالفريق بحاجة ماسة إلى مهاجم غير صريح، يجيد الاختراقات ويمتلك السرعة ومهارة المراوغة والتحرك الكبير سواء على الأطراف أوفي العمق لخلخلة دفاعات المنافسين وفتح المجال للمهاجم الصريح، للتحرك المريح، أو على الأقل لتخفيف حدة المراقبة والضغط عليه من نوعية (محمد نيانق) أو (اسيارديا).
حينها سيكون الفريق (نموذجيا) فهو يملك مفاتيح لعب متعددة وخيارات عديدة، في كل مركز وتمازج بين الحيوية والخبرة وتوزيع لمراكز القوى في الفريق وقدرة على تنفيذ جميع المتطلبات الدفاعة والهجومية.