[ALIGN=CENTER]ارسل لي أحد القراء في اليومين الماضيين,رسالة عبر البريد الإلكتروني(الإيميل)يسأل,بارك الله به,عما سيكون موضوع مقالتي في اسبوع العيد؟فقلت الله أعلم.فطلب مني بأن أكتب عن العيد.فقلت نعم ربما يكون الموضوع عن العيد ولكنه طلب مني تحديدا بأن أكتب عن المحرومين في العيد كالأيتام وماشابههم وطلب بأن أكتب عن قطيعة الأرحام الشائعة بين كثير من الناس أيضا هذه الأيام.وأن أكتب عن أموال الزكاة والصدقات وكيف أنها لاتذهب إلى مصارفها الحقيقية كما ينبغي,وغيرها من أمور المجتمع التي لارابط بينها وبين أخلاق الدين الاسلامي الذي بنتسب أغلبنا إليه قولا فقط,ولارابط بين القول والفعل بحال إلا قليلا ممن رحم الله!!وبالفعل فكرت بتنفيذ طلبه ومن حقه أن ننقل معاناته التي يراها ونحن نلاحظها أيضا,وهي ملاحظة جديرة بالإهتمام والعناية وله الشكر.فمن ناحية الأيتام لو نظرنا بالفعل لأيتام الماضي القريب لوجدنا أنهم أفضل حظا,وأوفر سعادة من أيتام الحاضر القريب,برغم قلة الإمكانيات المتاحة.فهناك يكون اليتيم في بيت من بيوت القرية,أو المدينة,ذكرا كان أو أنثى ولايحسسه أحد بيتمه ولايوجد فرق بين,وواضح بين اليتيم وغيره ولاعزل كما هو حاصل في زمننا,فقد كانت خشية الله هي المقياس وهي المسيطر على الأرواح التي تحرك الأبدان وكانت الأسر تفرح فيما لو يسر لها الله يتيما تربيه ويعيش بين أفرادها وكأنه أحدهم بل ربما يجد من الرعاية من الأسرة الحاضنة وغيرها من أسر المجتمع مايفوق في بعض الأحيان رعايتهم لأبنائهم وما ذلك إلا تنفيذا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم(إن خير البيوت بيت فيه يتم يحسن إليه وإن شر البيوت بيت فيه يتيم يساء إليه)فالكل كان يسعى ليكون بيته خير البيوت طاعة لله ولرسوله)وهذا مالا نراه واضحا في زمننا بل حتى بعض الأقارب يودعون في الدور التي خصصتها الدولة لرعاية الأيتام,مما يسبب لهم العزل وتعزيز الاحساس بالغربة في نفوسهم,حتى وإن توفرت لهم جميع الإمكانيات من مأوى جيد وأثاث وطعام وملابس ومصروف وترفيه أيضا فالعيش داخل أسرة حقيقية حتى وإن كان هنالك بعض التقصير,في بعض الإحتياجات,لهو سعادة لاتضاهيها أي سعادة أخرى,تمنح الشعور بأن الانسان عادي كأي انسان وليس نشازا ينظر له الجميع بغرابة.ومن ناحية صلة الأرحام فقد لاحظنا جميعا في السنوات الأخيرة خاصة,جفوة غريبة على المجتمعات العربية المسلمة حادثة بين الأقارب,فقد كبرت وأتسعت البيوت ولكن صغرت وضاقت الأنفس فصار الناس لايتزاورون إلا بمواعيد وقد يطلب منهم عدم اصطحاب الأطفال في كثير من الأحيان,وتجد القريب الثري لايفكر بالسؤال عن أرحامه الفقراء,بل يريد التهرب منهم خوفا من سؤاله شيئا من مال الله الذي أعطاه,وإن فك أزمة ما ,فقد يمن على من فك أزمته أو قضى دينه.كما وصلني أن أحدهم فك دين لقريب له ثم وفي أحد المجالس سأله عن حاله فقال الحمدلله بخير وأبشرك عندي مؤسسة الآن,فما كان من القريب إلا أن قال:انتبه لاتخسر وتصير عليك ديون وتأتي لنا لنفك أزمتك وندفع عنك كما حدث لك من قبل)فأي منٍ أكثر؟وأي كسر لنفس القريب واشاعت للحقد والبغضاء في النفس,هو أكثر من هذا الموقف.وتجد بعض الأثرياء وقد أخرج زكاته وجعلها للجمعيات وماشابهها في حين لديه أقارب محتاجين!!مع إن الأقربون أولى بالمعروف بأنواعه,وتراه يتعامل مع أموال الزكاة والصدقات وكأنها عبء يريد التخلص منه فقط ورميه في أي مكان,ولايعلم أنها مسؤولية كبرى سيسئل عنها يوم ما.أو تراه يعلم ولايهتم,بل ويريد أقاربه أكثر فقرا وماذلك إلا حسدا من أن يكونوا بخير هو سببه.ثم لنتحدث عن مصارف الزكاة والصدقات كما طلب مني القارئ جزاه الله خيرا,خاصة ونحن نلاحظ المجتمع في فقر وعوز وحاجة,مع كثرة المصاريف على أرباب الأسر والتي كسرت كاهل بعضهم وجعلته أسير الديون أوالفقر خاصة متى ماكان في سكن مؤجر أوصاحب أسرة,و راتب زهيد.فالواجب أن تذهب زكاة وصدقات الأقارب لهذا القريب المحتاج وليس بالضرورة أن يكون فقيرا لدرجة العدم,فإن بناء سكن لقريب لهو من مصارف الزكاة والنفقة عليه واعطائه مايكفي لنفقة الحج والإعانة على الزواج للشباب وغيرها كثير لاتتسع مساحة النشر له.فالله الله بالأقارب وخاصة المحتاجين منهم,فهي صدقة وصلة.تقبل الله منا ومنكم مانقدمه خالصا لوجه الله الكريم,وشكرا لمن طلب مني الكتابة في هذا الموضوع,والموضوع ليس بغائب عني ولاعن كل عاقل ولكن هنالك نوعا من التغافل عنه والامبالاة به.وكل عام وأنتم بخير,جعله الله عيدا سعيدا على أمة الاسلام
جميعها,وإلى لقاء.
الكاتبة : نورة الخاطر [/ALIGN]


(
(

التعليقات 1
1 ping
27/09/2009 في 4:28 م[3] رابط التعليق
بسم الله الرحمن
جزااااك الله كل خير الله يتكبه في موازين حسناتك كتبي مقاله تحكي حاله المجتمع لي نحن فيه
مقاله ممتازه الله يعطيك العافيه