تفرض عليك أحيانا الأحداث المزعجة وعجزك عن التأثير فيها شعورا بالكآبة والرغبة في العزلة، والهروب إلى مكان ناء لا تصل إليه الأخبار السيئة!
أغبط أحيانا أولئك الذين يعيشون في أكواخ صغيرة في أعماق الغابات والسهول الخضراء، أو على شواطئ جزر نائية وراء المحيطات، يفيقون في الصباح الباكر لتصافحهم نسمة هواء نقية لم تلوثها أدخنة المدينة ولا أنفاس البشرية، وتحتضن أبصارهم زرقة ماء وسماء لم تلوثها الحياة المدنية!
وفي أحدى جزر بورا بورا في المحيط الهادي وجدت منتجعا لا تحتوي أكواخه التي انتصبت على الشواطئ الرملية النقية وداخل المياه الصافية على أي وسيلة اتصال ترفيهي بالعالم الخارجي، فلا تلفزيونات ولا راديوهات، مجرد سكون لا تسمع فيه إلا صوت الحياة في حالتها البدائية المتجردة!
كم أتمنى أن أتحرر من قيود هذه الحياة المثقلة بالهموم والمسؤوليات لأجد نفسي طيرا حرا تحمله الرياح إلى أماكن لم يدمرها البشر ولم تلوثها السياسة، أماكن منسية استثنيت من حسابات الدول المتصارعة، وعبث السياسيين، ونظريات الاقتصاديين، وفلسفة المفكرين، وهيمنة المؤدلجين!
أعلم أنني أحلم بالمستحيل، فإن غاب السياسيون والاقتصاديون والفلاسفة والمؤدلجون فإن في أعماق كل واحد منا بذرة من كل واحد منهم، لهذا فسدت الأرض، وهكذا تفسد كل بقعة تطأها قدم إنسان!.
المقالات > العيش بعيدا عن البشر!
خالد السليمان
إقرأ المزيد
العيش بعيدا عن البشر!
(0)
(0)وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.afifnp.com/?articles=%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d8%b4-%d8%a8%d8%b9%d9%8a%d8%af%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b4%d8%b1

