أريد أن أتحدث هنا عن كيف نتخلص من القلق وندعه ونعيش حياتنا براحة وهدوء وطمأنينة , أذكر أني قد قرأت في كتاب دع القلق وابدأ الحياة لدبل كارنيجي والذي دفعني لذالك ليس شعوري بالقلق فحسب إنما سيرا على ما أمتدحه الدكتور والأديب عائض القرني وأيضا المفكر الإسلامي محمد الغزالي , فالقرني لما قرأه جعله نواة كتابه لا تحزن , والغزالي حينما قرأه ترجمه ترجمة إسلامية فوضعه في كتابه المعروف جدد حياتك,
في كتاب كارنيجي وجدت أمورا جميلة كنت أجهلها بالرغم أننا نحتاجها كأناس نعيش في كبد ,كما قال خالقنا في محكم التنزيل ( لقد خلقنا الإنسان في كبد),
لاحظت أنأكثرنا يقضي حياته في السعي والبحث عن الثروة والشهرة والنجاح ليحصل على السعادة , ولا يعلم أن السعادة قد تكون رحلة واستمتاع بكل تفاصيلها نحو الهدف وليس محطة يصل لها المرء , وقد تكون رضا داخلي كما وجده ابن تيمية في سجنه , وقد تكون في عيش الحاضر بلحظاته , لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه كأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )ولم يقل قوت غده , فعلى الإنسان أن يستمتع بيومه ووقته و يغلق شبابيك المستقبل وما يحمله من هموم وطموح وأقول طموح لأنه يشكل ضغط نفسي على الطامح إذا لم يكن واقعيا, فهذا أبو مسلم الخراساني يتقلب كل ليلة على فراشه من الأرق والقلق وتلاحظه أمه فتسأله ما بالك يا بني, فيجيبها والسواد من تحت عينيه, همة يا أماه تنطح الجبال , وكانت همته إسقاط الدولة الأموية ,
ومن أجل أن نتخلص من القلق أولا علينا أن ندرك أن القلق من الشيء أشد من الشيء نفسه فمثلا القلق من المرض أشد ألما من المرض نفسه , أو القلق من المشكلة أقوى من وقوعها
يقول كارنيجي( أعتقد أن القارئ سينتفض غضبا إذا قلت له عندي وصفة تحل خمسين بالمائة من مشاكلك المالية والإدارية وغيرها ,معتقدا أنني أسخر منه),
ووصفته البسيطة في حل المشكلة هي تحديدها ثم وضع الحلول واختيار الحل الأنسب, وهذه الطريقة تزيل التوتر وتجعلك تفكر في الحل فقط,
هناك شاب أمريكي
وجد أباه ميتا مختنقا في شنطة السيارة , وبعدما بكى عليه وقبره, أراد أن يشعر بما حصل لأبيه فوضع نفسه في تلك الشنطة وأغلق على حاله ثم خاف أن يكون مصيره مصير والده , فبدأ يخبط يمينا وشمالا ويصرخ حتى كسر إحدى (لإستبات الخلفية) فأخرج يده يؤشر بها وقت طويل حتى أتاه أحد الجيران فقال له بإمكانك أن تفتح لنفسك الشنطة إذا تلمست الزر الموجود قريبا من يدك,
فعرف الشاب أن سبب وفاة والده هو أنه كان يفكر في المشكلة وليس الحل.
أتمنى لكم حياة هادئة وبال مرتاح ونفس مطمئنة..
*نفحات
" عش بالإيمان , عش بالحب, عش اللحظة وكأنها آخر لحظة من عمرك , وقدر قيمة الحياة."
من مقولات الدكتور إبراهيم الفقي .

(
(

التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
05/08/2009 في 10:32 م[3] رابط التعليق
الكاتب المبدع مطر الغنامي
مشكور على هالمقال
االاكثر من رائع
06/08/2009 في 1:20 ص[3] رابط التعليق
أخي الكاتب مطر لا أملك إلا أن أشكرك على ما جرى به قلمك المتقد وطرحه فكرك النير من اراء حول قراءاتك لكتاب الكاتب الأمريكي الشهير ديل كارنيجي الباحث في تحسين الذات والذي دارت حول وفاته شائعات كثيرة منها أنه مات منتحرا بعد إصابته بسرطان الدم .
نعم أخي العزيز على الإنسان أن لايحمل هموم الدنيا بل يتجلد بالصبر ويصنع من الليمونة الحامضة عصيراً حلوًا
. لا تظن بان الحال التي انت فيها ستدوم بل ستتغير وتتبدل
* انظر الى قصة النبي يوسف عليه السلام
اراد اخوانه ان يتخلصوا منه ورموه في البئر
حتى اكرمه الله وكبر وتلته المصائب بامراة العزيز التي راودته عن نفسه فاستعصم
حتى سجن وخرج من السجن واكرمه الله وصار وزيرا على مصر
* النبي يونس عليه السلام التقمه الحوت حتى نجاه الله وبعثه الى 100 الف او يزيدون
* النبي ابراهيم عليه السلام رمي في النار فنجاه الله منها
* النبي ايوب عليه السلام اصابه المرض حتى كاد ان يصل للسانه فدعا الله فنجاه
* النبي عيسى عليه السلام اراد اليهود ان يقتلوه فرفعه الله اليه
* نبي الرحمة وقائد الامة وسراج البرية وهادي البشرية وصاحب القلب الرحيم
النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ذهب للطائف يتامل ان يؤمن اهلها بعد ان رفض مشركوا اهل مكة دعوته
دخل الطائف ولكن قسوة الجبال لا تعرف للرحمة سبيلا ولا للفكر طريقا
قام سفهاء اهلها ورموا نبي الرحمة بالحجارة حتى ادموا قدميه الشريفتين
قام واحتمى ببستان عنب
هذه نقطة من بحر مما لاقاه الانبياء والمرسلين في سبيل الدعوة الى الله
فاذا كان صفوة خلق الله واجهوا المشاكل في حياتهم فكيف نحن ؟
اخوتي واخواتي 000
ليس هناك اجل واعظم من الصبر
قال تعالى :
" انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب "
فمهما اصابك ومهما لاقيت فلا تييئس وتوجه الى الله وادعو الله
وتذكر ما عاناه الانبياء والمرسلين والصحابة والتابعين
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال
فما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
يقول الكاتب في ثنايا مقاله "فعلى الإنسان أن يستمتع بيومه ووقته و يغلق شبابيك المستقبل وما يحمله من هموم وطموح "
نعم أخي العزيز وكاتبنا المبدع على الإنسان أن يستمتع بيومه ووقته كأنه يعيش أبدا
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا).
فمن صلح يومه صلح غده. لكن ليس عليه أن يخنق طموحه ليموت داخل جوفه قبل أن يولد فلا يجعل له متنفسابسيطا كما يقول الكاتب قد يصل به الى مايطمح إليه من معالي كي ينعم بالهدوء والراحة. بل عليه أن يكون ذا همة عالية وطموح يسمو به إلى أعالي القمم يديره عقل راجح يزن الأمور ويسير بها في طرقها الصحيحة المؤدية الى ما تصبو إليه نفسه من مكارم الأخلاق ونبل الغاية وشرف المكانة .
فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه وبأكبريه همته وعقله .
نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكر والإقداما
وصيرته ملكاً هماما حتى علا وجاوز الأقواما
أسأل الله العلي العظيم أن نكون وإياكم ممن أزاهل الله همومهم ورضوا بقضائه وقدره ونالوا المعالي في الدنيا والأخرة وأنزلوا الفردوس الأعلى.
06/08/2009 في 10:11 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم
شكرا أخي ضيف الله على التعقيب والوصف الجميل لشخصي العادي
وشكرا أخي رائد وبالنسبة للعنوان ليس لي فيه
يد ,لأنه بأيدي أهل الخبرة الصحفية فلهم الحق في تغييره حتى يجذب القراء ,
أما بالنسبة لك أنت يا أستاذ مسلط العصيمي كما أعتقد,
فمشكور على الإطراء والمديح وعلى ملاحظاتك , ولكنك فصلت في صبر الأنبياء على المصائب والمشاكل ,وهذا لا يتعلق في حديثي عن طرق حل المشكلة والخروج من جوها للتفكير في الحل فقط والتخفيف من القلق والتوتر ,
وموضوع الطموح لا يكون حلم وهاجس بحيث أنه يؤثر على الشخص إذا لم يستطع تحقيقة ,نعم ليكن رأسك في الثرياء وقدميك على الثراء , أي كن واقعيا في طموحك وتوقع الأسوأ , هذا الذي أقصده
تحياتي لك وللجميع القراء
06/08/2009 في 7:30 م[3] رابط التعليق
أشكركـــــــــــ على المقالــ الرائع
لاكــــن أوكد لكـ أنــ القلق صعب أنك تعالجهــــــــــــــ
كما شدني العنوان ..((المقلد )).. من المثل المعروف
الذي لايتوافق مع النص
08/08/2009 في 8:12 ص[3] رابط التعليق
شكرا مطر