أكتب هذا المقال قبل المباراة الافتتاحية لكأس العرب التي تجري مبارياتها في الطائف وجدة، لا يهمني كثيرا من الذي فاز بالمباراة بقدر ما يهمني معرفة العبقري الذي خطط لإقامة هذه البطولة غير المعترف بها في هذا التوقيت العجيب!، فالمواطنون قد دخلوا في الإجازة الصيفية التي تتنافس فيها الشمس الحارقة مع عواصف الغبار ولن يكون لديهم فائض صبر كي يشاهدوا (العك الكروي) الذي يصاحب مثل هذه البطولات الودية، أما الأشقاء في الدول العربية فإنهم بالتأكيد لن يتابعوا مباريات هذه البطولة لأنهم غارقون في مصائب سياسية لا يعلم نهايتها إلا الله، وما هو أهم من كل ذلك أن هذه البطولة (الأخوية) تأتي بالتزامن مع بطولة أوروبا!.
لو كان لدى منتخبنا مشاركات قارية ودولية لفهمنا أن الغرض من إقامة هذه البطولة هو إعداد الأخضر للمنازلات الكبرى ولكن الأخضر من هنا حتى إشعار آخر جالس في البيت ولا ينقصه إلا إعانة (حافز)، لو لم تكن الأندية الكبرى قد جهزت حقائب السفر لمعسكراتها الخارجية الطويلة لقلنا إنه بإمكانها الاستغناء عن بعض لاعبيها للمشاركة في هذه البطولة، لو لم يكن أغلب الناس داخل السعودية وخارجها قد اشتروا البطاقات التي تمكنهم من متابعة النقل التلفزيوني للبطولة الأوروبية لقلنا إنهم يمكن أن يتابعوا كأس العرب عبر القنوات الرياضية السعودية كي يكتمل المثلث الجميل: (حر وغبار وكأس عرب)، ولكن يبدو أن هذه البطولة صممت خصيصا كي لا يشاهدها أحد!.
عموما.. قدر الله وما شاء فعل.. فالبطولة أصبحت أمرا واقعا.. فنحن اليوم أمام لاعبين يتدربون ومحللين رياضيين يتحدثون وحكام يصفرون وصحفيين يغطون أحداث البطولة ومدلكين يشدون سيقان اللاعبين التي أعياها الارتخاء، لذلك من الأفضل أن نتأمل في تاريخ هذه البطولة كي نفهم كيف ولدت؟، ولماذا عادت في فترة من الفترات ثم اختفت مرة أخرى؟، كي نتأكد أن محاولة إعادة إحيائها انطلقت من فكرة عبثية جوهرها السؤال السهل: (يعني كم تكلف؟).. وليس السؤال الصعب: (كيف ستنجح؟).
فقد انطلقت هذه البطولة في مطلع الستينات حين كانت الروح القومية العربية تشتعل في أجساد بني يعرب ولكن جاءت نكسة 1967 لتشكل ضربة قاضية لهذه البطولة التي توقفت لعشرين عاما قبل أن تعود في منتصف الثمانينات بجهود قادها الأمير الراحل فيصل بن فهد -يرحمه الله- واستمرت البطولة خلال حقبة التسعينات لأنها كانت مفيدة بالنسبة لأغلب المنتخبات العربية التي لم تكن لديها مشاركات قارية أو دولية مهمة فوجدت في هذه البطولة متنفسا تستعرض فيه قدرات لا عبيها، بينما فضلت دول المغرب العربي المشاركة بمنتخبات رديفة، وكما هو معروف أخذ العراق نصيب الأسد من كؤوس العرب حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي، ثم دخلت المملكة على الخط لتفوز بكأسين خلال حقبة التسعينات.. وفي مطلع الألفية توقفت البطولة مرة أخرى بعد أن وجد العرب أنه لا مكان لهكذا كأس في عصر العولمة!.
وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على توقف البطولة ها هي تعود من جديد: جثة تحاول أن تتمرد على الكفن وتحاول أن تسرق أعين المشاهدين المعلقة بالبطولة الأوروبية!، كرة ممزقة تطير في الهواء بحثا عن العرب الذين دخلوا في متاهة تاريخية دامية، ورغم كل ذلك فإن قسما من الزملاء الصحفيين الرياضيين سوف يعتبرون إقامة هذه البطولة (الصيفية) إنجازا إداريا يعادل إنجاز تنظيم قطر لكأس آسيا واستعدادها لتنظيم كأس العالم!.
- 03/12/2025 برئاسة سمو ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2026م
- 03/12/2025 سمو ولي العهد يستقبل أصحاب السمو الأمراء والفضيلة العلماء والمعالي وجمعًا من المواطنين
- 25/11/2025 مركز الملك سلمان للإغاثة يسلّم جمعية كفاءة للتشغيل والصيانة شهادة الموافقة الأولية للعمل خارج المملكة
- 22/11/2025 نيابةً عن سمو ولي العهد.. سمو وزير الخارجية يترأس وفد المملكة في افتتاح قمة دول مجموعة العشرين
- 20/11/2025 محافظ عفيف يستقبل ابن صلاح رئيس جمعية تحفيظ القرآن ويطلع على خطة العمل
- 20/11/2025 البيان الصحفي في ختام زيارة سمو ولي العهد للولايات المتحدة الأمريكية
- 19/11/2025 بيان مشترك بمناسبة توقيع وثيقة الشراكة الإستراتيجية للذكاء الاصطناعي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية
- 18/11/2025 تمكين ذوي الإعاقة محور شراكة استراتيجية بين نادي عفيف ومركز التمكين الشامل للرعاية النهارية
- 12/11/2025 محافظ عفيف يترأس اجتماع المجلس المحلي لمناقشة المشاريع التنموية واحتياجات الأهالي
- 12/11/2025 الخبر تحتضن بطولة رحالة لنخبة المملكة 2025 للهوكي على الصالة الرياضية بنادي الاتفاق
المقالات > كأس العرب .. بلا عرب!
خلف الحربي

إقرأ المزيد
كأس العرب .. بلا عرب!
(0)
(0)وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.afifnp.com/?articles=%d9%83%d8%a3%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a8%d9%84%d8%a7-%d8%b9%d8%b1%d8%a8

